"رسالة إلى نفسي "...لمحمد صالح بن عوانة

 الثالثة فجرا... رسالة إلى نفسي


أولًا،
سأقول: آسف
آسف للأيام الكثيرة التي قضيتِها
وأنت لا ترغب في رؤية المزيد منها.
آسف لهذا القدر من الألم، لاضطرارك
جره خلفك في كل مكان.
آسف حتى للأوقات التي لم تشعر فيها بالألم
وما تبقى - اللاشيء - كان أشد رعبًا.
آسف لخوفك
لتعبك
آسف للحظات التي فاتتك بينما ترقد في السرير
تقنع نفسك بمواصلة التنفس
آسف.
كنتُ هناك.
بعض الأيام، لم أزل هناك.

ثانيا،
سأقول: شجاعة
هذا أنت.
ليس هناك ما هو أشجع من عيش تلك الأيام
والأغطية تلتف بإحكام حول صدرك
تلك الليالي عندما لا تمنحك، أية شمعة تشعلها، الضوء الكافي
للعثور على طريقك.
ليس هناك ما هو أشجع من العيش مع مشاعر كتلك.
أنت محارب في جسد غافل، تحارب يوميًا - فقط - ليكون لك وجود
وأنا أعرف
أعرف ذلك الشعور، عندما تخوض معركة مع نفسك، مع ذكرياتك
مع صدمتك، مع ألمك.
أعرف شعور التوسل لعقلك كي يهدأ دقيقة فحسب،
شعور البحث بين صفحات كل كتاب،
ولعب الغميضة مع السكينة، بينما تُغير هي القواعد باستمرار
أنت شجاع للغاية لإصرارك على المحاولة.

ثالثًا..
سأقول: غدًا
وهو ما أريدكِ أن تعدني به.
أعرف أن الغدٌ أمر لا تفكر فيه كثيرًا
وإن فعلتِ، لن يكون من خلال نظارة وردية.
أحيانًا يبدو الغد مستحيلًا
يطول الليل عندما تشعر برغبة في الموت
ويبدو الفجر وكأنه على بعد أميال.
أعرف هذا، قضيتُ ليالي كثيرة متكورا في السرير
أصارع القلق، الذي يتحرك بسرعة ليفسح مكانًا للاكتئاب،
الذي دائمًا ما يطلب أفضل وسادة لينام عليها
وها أنا، ركبتاي للحائط، أتوسل إليهما أن يتركاني وشأني.

مرة أخرى، آسف
آسف لأن هذه الليالي تزورك أكثر مما تغيب
آسف لأنها زائرة وقحة
تبقيك مستيقظا حتى الصباح، تتركك خائفا من النوم خشية
أن توقعك في مشاكل إن غفلتِ عنها.
الوعد الذي أطلبه منك:
أن نلتقي غدًا
الليلة، عادة، لا تحفظ وعودها، لكن الغد يفعل
اعثر على شيء جميل، اقبض عليه بأصابعك جيدًا، وانتظر غدًا.
أعرف أنه تفاؤل مني أن أطلب هذا، لكن، هل يمكن أن أراكِ غدًا؟
الغد، هو مكان يمكن أن تعالج فيه الأمور، أن تعد فيه القهوة،
كما بإمكانك تناول عشاءك المفضل فيه.
الغد هو مكان يمكن أن تجدي فيه طريقة أفضل للتكيف
الغد هو - يوم ما - عندما لن نضطر للتكيف، بل سنعيش.
الغد هو عندما سوف أراكِ،
سوف أراكِ غدًا،
أعدكِ.

هل يمكن أن تعديني بغدٍ؟

.
محمد صالح بن عوانة

تعليقات

المشاركات الشائعة